مكافحة التسول
تنتشر حالات التسول في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية، بالذات في موسم الخير والبركة في شهر رمضان الكريم، استغلالا لحرص الناس على الصدقة واستدراراً لعطفهم ،لسلب الأموال الطائلة بدون وجه حق، رغم نهي الشرع عن هذا الفعل المشين، عن أبي هريرة – رضي الله عنه، قال: قال الرسول عليه الصلاة والسلام:” مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّراً، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْراً، فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ ” صحيح مسلم (1041)
يدعي المتسولون العجز والعاهة لإيجاد اعذار واهية لإيهام الناس عدم القدرة على العمل أو بذل الجهد مقابل المال! وتتجلى هذه الظاهرة بشكل واضح عند الإشارات في الشوارع والطرقات، ويستخدمون أطفالاً صغارا لا يعلم بالتأكيد هل هم أبناؤهم بالفعل أم هم أطفال مخطوفون؟! وبغض النظر عن ذلك فهو مخالفة صريحة لنظام حماية الطفل من الايذاء! وكذلك نظام الاتجار بالبشر
تكافح إدارة مكافحة التسول هذه الظاهرة بتكثيف الفرق للبحث والقبض على المتسولين من الجنسيات المختلفة الذين يشكلون نسبة عالية من المتسولين، وتقوم بتحويلهم إلى الجهات الأمنية المختصة لمتابعتهم وإنهاء إجراءات ترحيلهم.
كما تقوم بإحالة ذوي العاهات الحقيقية والعجزة السعوديين إلى دور الرعاية الاجتماعية للاستفادة من خدماتها، ويحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة حيث تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة دون مقابل، أما المحتاجون والمعوزون مادياً فيتم صرف المساعدات المالية لهم من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية بعد التحري ودراسة حالتهم، كما يحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى هذه الدور حيث توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة. ولا شك بأن للمجتمع دورا كبيرا للمساهمة في مكافحة ظاهرة التسول بالامتناع عن تسليم هؤلاء المتسولين أية أموال وتوجيهها للجمعيات الخيرية المرخصة والمعتمدة من قبل الدولة.
وأقترح للمساعدة في مكافحة التسول وحماية الطفل من الإيذاء والاتجار بهم، والحد من ازدياد قدوم هؤلاء المتسولين إلى المملكة، أن يتم رصدهم بواسطة كاميرات ساهر للتأكد من هوياتهم ومساعدة إدارة المكافحة على متابعتهم ومكافحتهم بكل يسر وسهولة، ونشر ثقافة الإبلاغ عنهم ومعاقبة من يتعامل معهم ولو بحسن نية، لعدم هدر أموال المواطنين والمقيمين والمساهمة في مكافحة غسل الأموال، وتثقيف العامة وشرح إمكانية كون هؤلاء المتسولين ضمن تشكيل عصابي أو ضمن الفئات الإرهابية.