زوجي أبو عيالي
الرباط الزوجي من اقوى الأربطة ويعني للزوجة بالذات الأمر الكبير، لأنها تنمو على العطاء والعاطفة منذ نعومة أظافرها، ومنذ اقتناء عروستها والاهتمام بهندامها وشعرها.
تتزوج الفتاة لتجد أميرها الذي يقدم لها جميع ما تحلم به، ويغطي جميع احتياجاتها المادية والنفسية والاجتماعية، وكما يقولون النصيب والزواج مثل البطيخة لا يعلم هل تكون حمراء ولذيذة أو غير ذلك! وقد تفاجأ الزوجة بأن زوج المستقبل ليس كما كانت تحلم به سابقاً ولا يتطابق معها كما كانت تتمنى، وهنا يختلف قبول الأمر الواقع من زوجة لأخرى!
فزوجة تفضل الحرص والانفصال منذ البداية وبعد مضي أيام أو شهور قليلة من قبيل: (الباب الي يجيك منه الريح سده وأستريح)، وأخرى قد تستمر لأنها تخشى من حمل لقب مطلقة أو الخوف من الوقوع في زوج أسوأ منه كما جاء في المثل: (أقبل بقردك لا يجيك اللي أقرد منه)، وأخرى للهرب من واقعها السابق الأليم أو كما جاء في المثل: (ظل راجل ولا ظل حيطة).
وزوجة تفضل الصبر وإعطاء الفرص وتقديم التضحية تلو الأخرى، للوصول بالزواج الى بر الأمان! تفتدي راحتها وسعادتها، فداءً لأبنائها وزوجها، تحاول سد الثغرات بجميع الطرق، بالتنازل عن الطلبات المهمة تارة، وإيجاد اعذار واهية تارة أخرى من قبيل الله سيهديه، أو لكي يتربى الأبناء في ظل والديهما، ولسان حالها يردد زوجي أبو عيالي! متجاهلة أن بعض الحالات من المحتمل أن يكون الانفصال والابتعاد هو القرار الصائب لها ولأبنائها بالذات إذا كان من متعاطي الممنوعات، أو الممارسين للتعنيف الجسدي بشكل قد يؤدي للمهالك!
نشاهد حالات تتحمل أموراً من الخطأ تحملها والعكس حالات أخرى تطلب الطلاق لأمور تافهة وسطحية ما أنزل الله بها من سلطان، ومن المؤكد أن قرار ورغبة الجميع محترمة لأنها في الأول والأخير حياتهن، وهن من يتجرعن الألم والعذاب، ويجب أن يكون الاقتناع بالصبر والتحمل نابعا من صميم القلب وبمنتهى العقلانية والرضا، وإلا لا فائدة من صبر يضر بالصحة ويمرض الجسد، أو يؤدي إلى إلحاق الضرر بالزوجة أو الأبناء.
كلمة ونصيحة من مشاهدات عديدة، الحياة الزوجية تمر بعدة مراحل تجمع بين المواقف الجميلة والوسط والقبيحة، ويجب التغاضي وتقدير الطرف الاخر وعدم التسرع باتخاذ أي قرار إلا بعد التفكير في نتيجة هذا القرار، ودراسة أكثر من حل، وعدم اللجوء للأهل إلا في الحالات المستعصية التي لا يمكن حلها بين الطرفين، واللجوء إلى الله بالدعاء وبذل الصدقة.