نفقة المتعة
نفقة المتعة.. هي حق من الحقوق الشرعية للمرأة المطلقة، وهي عبارة عن المال الذي يدفعه الزوج «المطلق» عوضاً عن ترك الزوجة ومفارقته لها ويكون هذا العوض بسبب ما يصيبها من ألم وليرفع عنها وصف الإساءة.
أوجب الإسلام حسن التعامل بين الأزواج خلال الزواج وحتى بعد الفراق لا سمح الله، قال الله تعالى: (امساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، وقال الله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، وأقر الشرع الحنيف نفقة المتعة للزوجة المطلقة بدون رضاها كحق شخصي غير متوارث كتعويض عن الاثار السلبية التي من الممكن ان تحدث لها مثل الاضرار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية …. ألخ.
يعتبر الطلاق كسراً للمرأة المتزوجة الراغبة في الصبر والاستمرار في الحياة الزوجية من أجل استقرار ابنائها ووضعهم الاجتماعي أو لديها الأمل بإصلاح زواجها، عن أَبِي هريرة، قال: قال رسول الله عليه السلام: إِنَّ المرأة خلقت من ضلع لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا).
قال الله تعالى :(وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين)، ولما طلق الرسول صلى الله عليه وسلم أميمة بنت شراحيل، أعطاها ثوبين. كان أحدهما أبيض ممزوجًا باللون الأزرق، وفي تفسير الجلالين وابن كثير: بعد الطلاق تدفع نفقة واحدة للمطلقة. الإسلام يقر هذا كتعويض عن فض الزواج.
تختلف نفقة المتعة عن نفقة العدة، فنفقة المتعة هي تعويض وارضاء للزوجة المطلقة بعد انتهاء عقد الزوجية وليست حقاً للمفسوخة بدون عوض او المخلوعة، بينما نفقة العدة تفرض في فترة العدة في حال عدم نشوز الزوجة او اعتراضها على استمرار الحياة الزوجية.
يختلف تقدير نفقة المتعة من مطلقة لأخرى حسب ملاءة الزوج والالتزامات المالية عليه، قال الله تعالى: «لاَ جناح عليكم إِنْ طلَّقْتُمُ النّساء ما لم تمسُّوهنَّ أَوْ تفْرِضوا لهنَّ فرِيضةً وَمتّعوهنَّ عَلَى الموسِعِ قَدَرُهُ وَعَلى الْمقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعا بالمَعروفِ حقًّا عَلى الْمحسنِينَ» البقرة.
ضمن التطورات المشهودة والمشكورة مؤخراً في قضايا الأحوال الشخصية، أرجو أن يتم اعتماد نفقة المتعة ضمن النفقات المشمولة في موقع “ناجز”، لتحقيق العدالة للزوجة المطلقة ومكافأتها على صبرها وعدم سعيها هدم أسرتها، ولتحمل الزوج مقابل قرار انهاء العلاقة وهدم الاستقرار العائلي، إضافة إلى أنه يمكن أن يكون حلاً جاداً للحد من حالات الطلاق المتزايدة بكثرة في الآونة الأخيرة، ليعلم الأزواج أن مقابل الطلاق مسؤولية مالية ستفرض عليهم، ولتقليل رغبة الزوجات في طلب الخلع أو الفسخ بدون عوض لأنه سيمنع استحقاقها للنفقة.