التخبيب الإعلامي
يُطلق مصطلح الإعلام على جميع الوسائل والتقنيات والمنظّمات والمؤسسات العامة أو الخاصة، الرسميّة أو غير الرسميّة، التي تكون مهمتها ووظيفتها الأساسية نشر ونقل الأخبار والمعلومات المختلفة، وهي الوسيلة الاجتماعيّة الرئيسيّة للتواصل مع الجماهير.
للإعلام دور واضح جدا في توعية الناس وتثقيفهم بالمعلومات العديدة والمتنوعة التي تساعد في المحافظة على القيم والأخلاق والمبادئ والاتجاهات العامة والخاصة ، المواد الإعلامية والإعلانية في وسائل الاعلام وما يطرح فيها بين ما هو مفيد ونافع للطرح والمناقشة في مختلف مجالات التطور في الحياة امر ملح وضروري لكن مع المحافظة على القيم والمبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية للمجتمع السعودي.
بإمكان الإعلام والوسائل التي يتم النشر عن طريقها ان تكون نعمة وأداة للمساهمة في تطور ونفع الإنسان، أو ان تكون وسيلة نقمة وضرراً على الانسان والمجتمع بالذات عندما يكون الغرض الأهم منها جني المال مع عدم وجود هدف ومغزى صحيح ونافع للفرد والمجتمع! للإعلام المرئي والمسموع بالذات من يطلق عليهم المؤثرون في السوشيال ميديا الأثر الفعال في بناء الأجيال والمجتمعات وتكوين القيم أو المنتهجات الغريبة بسبب المضمون الجيد أو المشوّه لأنماط السلوك الغربي بدون التدقيق من الفائدة المرجوة على المجتمع وضرورة التركيز على القيم الإيجابية المطلوبة للقيام بالواجب الإعلامي المرتقب.
لا يمكن نكران ايجابيات وسائل الإعلام وما لها من أثر محمود في نشر القيم والأخلاق الحميدة والمعلومات المثرية وتوجيه الرأي العام، حيث أنها أصبحت المصدر الأول الرئيسي للمتلقي، كما لا يمكن التغاضي أو نكران الأثر السلبي الخطير الذي تقوم به بعضها الآخر على المستوى الفكري والأخلاقي والاجتماعي، نلاحظ أن للإعلام المرئي عن طريق البرامج أو المسلسلات الأثر الكبير في تغيير التوجهات والأفكار والتقاليد بالذات على الأطفال والشباب والأسر! ومن ذلك نعيب على بعض المؤثرين في السوشيال ميديا أو البرامج أو المسلسلات التأثير السيء الواضح في التخبيب على الأسرة وبالذات على الزوجين حين يركزون على السلبيات ويفاقمون من أثرها أو يعتمدون فكرة الزواج الثاني بالذات من الأجنبيات كحل للسعادة الزوجية ، أو يعتمدون مستوى مالياً ومجتمعياً معيناً للسعادة متجاهلين الأثر الكبير لأي طرح يطرحونه على الأسرة ، وتجاهل أن ما يبث سيكون موجها للفرد والمجتمع ويساهم في تثبيت معتقدات وأفكار كثيرة ، وقد يساهم في هدم أسرة سعيدة نتيجة للمشاكل التي ستكون نتيجة هذا الطرح المناقض للواقع أو الذي يعظم بعض توافه الأمور ويظهرها كمسائل مهمة لا يمكن الاستغناء عنها.
لذلك نطالب بعدم اعتماد نشر أي محتوى اعلامي إلا بعد الدراسة الوافية للنتائج التي قد تترتب منه على الفرد والأسرة والمجتمع، كما نطالب وسائل الاعلام والإعلاميين التحلي بروح المسؤولية والوعي بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقهم وواجبهم في التأثير الإيجابي الصحيح على مسار الحياة والمجتمعات.