ضمانات الزوجة السعيدة
بداية يجب أن نعلم جميعاً أن الزواج رباط مقدس والعلاقة الزوجية لا يوازيها أية علاقة في الوجود، وأن نفقة الزوجة واجبة على الزوج ولا تسقط بعملها أو غناها، وأن الزوجة المنفقة على الأسرة والزوج يجب أن تغمر بالتعبير عن الامتنان والشكر لقاء ما تنفقه طواعية للزوج والأسرة.
نواجه مؤخراً مشكلة مؤثرة جدا على اتخاذ قرار الزواج بالذات من الشابات، وسأورد في هذا المقال بعض الآراء والحلول الممكنة حسب ما سمعت وشاهدت من خبرتي المهنية.
ان اعتماد الازواج على رواتب الزوجات بشكل رئيسي بدون وجود ضمانات أكيدة للزوجات حال عن الرغبة في الزواج لأن البعض أعتبره مؤشراً لعدم الإحساس بالمسؤولية والطمع وعدم أهلية الزوج سواء من الجانب الأخلاقي أو الخلقي مستقبلاً! لذلك هو مشكلة تتطلب إيجاد حلول جذرية.
ساهم استغلال بعض الأزواج لرواتب زوجاتهم للصرف على أساسيات ومتطلبات الزوج لتوفير راتبه لما يصب في مصلحته الشخصية بعيداً عن مصلحة الزوجة أو مصلحة الأسرة ككيان واحد، ومن ذلك استغلالها في الصرف الكامل على أعباء ومتطلبات الاسرة بينما يحتفظ بجزء كبير من راتبه للسفر والنزهة مع الاهل والاصحاب أو لشراء عقار أو سيارات باسمه فقط، او استغلاله لتأسيس أسرة مع زوجة جديدة وفتح بيت جديد.
أعلم علم اليقين بأن المشاركة قد تكون مطلوبة حتماً في بعض الأسر ذوي الدخل المحدود، ولكن أطالب بإيجاد ضمانات أكيدة للزوجة لاسترجاع هبتها للزوج فيما لم يفرضه الشرع عليها، ومن ذلك أنها حال اقترضت وثبت أن المستفيد هو الزوج أو الأسرة، أو اشترت بمالها الخاص أموراً لصالح الزوج أو الأسرة، أو وهبت الزوج أمورا لاستمرار الحياة الزوجية ، فلها استعادة هذه الهبات حال ساءت العلاقة الزوجية أو تم الطلاق بينهما أو ثبت أن الزوج استغل وغرر بالزوجة ليحتفظ بأمواله ورواتبه لصالحه الخاص ولم يكن محتاجاً بالفعل لأموالها.
(إذا اقترضت الزوجة أو صرفت وثبت أن المستفيد هو الزوج أو الأسرة أو أنها أشترت بمالها الخاص أموراً لصالح الأسرة أو وهبت لزوجها هبة فلها استعادة هذه الهبات حال ساءت العلاقة الزوجية أو تم الطلاق).
أكيد إذا وجدت هذه الضمانات في الزواج فإن الزواج سيستقر وسيزيد الرابط بين الزوجين وسيزيد العطاء بحب واطمئنان من الزوجة لثقتها الأكيدة في عدل النظام الذي سيعيد لها جميع ما أنفقته حال ثبوت استغلال وتدليس الزوج، كما سيخشى الأزواج من استغلال رواتب الزوجات بدون حاجة ماسة لعلمهم الأكيد بإمكانية استردادها ولو بعد حين.
وأخيراً وليس آخراً أنصح الزوجين بمخافة الله وزيادة الألفة والمحبة والود بينهما وعدم السعي خلف الرفاهية المفرطة والقبول والقناعة بما يوافق وضع الأسرة.