من هموم المحاماة (2)
يواجه منتسبو مهنة المحاماة مثل جميع المهن الأخرى بعض الصعوبات بسبب الممارسة المستمرة ومقابلة العملاء وممثلي الجهات الأخرى للقيام بالواجبات المهنية والإنسانية على أكمل وجه.
معلوم ان أصناف العملاء مختلفة بحسب بيئاتهم ودرجة تعليمهم وثقافتهم والضغط الذي يتعرضون له أثناء التعامل مع المحامي، فقد يكون العميل متعاونا ومتفهما ويطالب بحقوقه مع تقدير للأعمال التي تقدم له، وقد يكون العكس متغطرسا وغير متعاون ولا يقدر أي عمل يقدم لصالحه، وهناك العميل الذي يعتقد بأن المحامي مجرد موظف يعمل لصالحه بموجب العقد ولا يمكن أن يقبل بأي فترة للراحة حتى خارج وقت الدوام الرسمي، فتجده يتواصل بشكل مستمر متسائلاً عن أعمال مستقبلية يمكن تأجيل مناقشتها إلى وقت آخر! وهناك المتردد الذي ينهك من يتعامل معه بالأسئلة والاستفسارات والظنون ويريد جميع الأجوبة عليها!
ولأن مهنة المحاماة مهنة إنسانية سامية تراعي مصالح الجميع، يجب على المحامي التحمل وتقدير جميع أنواع العملاء وخلفياتهم وثقافاتهم ولا يتضايق من أسئلتهم وتواصلهم المستمر والمرهق في بعض الأحيان، مع تسخير كافة الجهود للنجاح في القضايا مع ضمان جودة العمل للتميز والتفرد وبناء الاسم والسمعة بشكل مستمر.
كما تتطلب المهنة تفرغ المحامي بشكل كامل للعمل في كافة الظروف وفي جميع الأحوال للتفكير والبحث ومتابعة الأنظمة وأحدث التعديلات ودراستها لإيجاد أفضل الحلول وأنجحها، مع مقابلة العملاء وممثلي الجهات بالشكل اللائق المطلوب، إضافة الى التعامل مع الخصوم لمحاولة انهاء المنازعة بشكل ودي قبل التوجه للتقاضي! وتحمل الوقوع في المخاطر والتهديدات في بعض أنواع القضايا! ومع جميع تلك الأعباء والمتطلبات يجب على المحامي ان يتحمل كافة المشاق المهنية والإنسانية والأسرية بدون إظهار التعب والارهاق أو الملل!
ورغم صعوبة المهنة ومتطلباتها إلا أن جميع مصاعبها تهون عند النجاح والمساعدة في تحقيق العدل وإعادة الحقوق لأصحابها! ولذلك يجب أن يتم تقدير أتعاب المحاماة بشكل عادل لقاء النتائج المبنية على الأعمال في القضايا أو الاستشارات أو الخدمات القانونية المقدمة والتي تغير من مسار القضايا ونتائجها وتساعد في حفظ الحقوق والمحافظة على حسن العلاقات بين الأفراد والعوائل والمنشآت.
رابط المقال